دردشة عراق كايز . منتديات عراق كايز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دردشة عراق كايز . منتديات عراق كايز

دردشة عراق كايز شات عراق كايز منتديات عراق كايز شات لتعارف ومنتدى للابداع عائله متكامله موقع عراقي يحترم جميع اطياف الشعب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
حين تسمع الله اكبر || الصحابه || ماهو الحب || التبرع بالدم لغير المسلم هل يجوز || انواع الزكاة || شاب يبلغ ست عشر عام || قصة رواها امام احد المساجد || فضل الصلاة على النبي || نصائح في الدين || شغير القلب || امور لابد من معرفتها اختاه || حكم الي تطاول على الله || العشر الاوائل ذي الحجه ومكانتها || اداب الاخلاق || هل رأيت الجنه || ماهي اعضم المبشرات || اسرار اسم الله اللطيف || حكم استخدام المك اب || القران بين يدك لاتحزن || حكم الرهان || حكم حلق الذقن || حنين لرب العالمين || دعاء زوجه لبقاء حب زوجها || زواج المسافر || فضل الصلاه على النبي || غفر الذنوب هل هوه ذريعه للمعاصي || صلاة اليل تؤخر الشيخوخه || سواد وجوه اهل البدعه || بكاء من خشية الله || صفحاة لابد من اغلاقها || خلق المؤمن || حيوانات تدخل الجنه || المحبه || التحكم بالعقل || العصبيه || التفكير والتسديد || اسماء الماء بالقران || اداب الاخلاق || شات الملك || ذنوب الخلوات || اصول الاسلام || الشهاده || رسالة الرسول للملوك || اول من اسلم في الاسلام || فضل قيام اليل || كيف اعرف الايات المكيه والمدنيه || هل الانسان مسير ام مخير || احاديث فضل الجهاد || حرية الاسلام || الفقه || التوحيد || ادعيه مستجابه || صلاة الفجر || زواج المرئه || موسى فرعون || فوائد الرطب || الرقيه الشرعيه || كيف تعرف انك تحب الله || اخلع نضارتك السوداء || نصائح للبنات || التخلص من سماع الاغاني || من راقب الناس مات هما || حقوق الزوج على الزوجه || الرياء || صور اسلاميه || المسجد العائم || احاديث الرسول || تذكر بيتك ولاتنسى || صور مكه المكرمه || احاديث الرسول محمد || اسم الرسول عليه الصلاه || منازل الاخره || صور اشهر جوامع العالم || صور اسلاميه ||
عراقنا || شات عراقنا || دردشة عراقنا || دردشه عراقنا || جات عراقنا || شله عراقنا || شلة عراقنا || شات شله عراقنا || جات شله عراقنا || حبايب عراقنا || شات حبايب عراقنا || دردشة حبايب عراقنا || دردشه حبايب عراقنا || جات حبايب عراقنا || صبايا عراقنا || شات صبايا عراقنا || جات صبايا عراقنا || دردشة صبايا عراقنا || الكلمة المراد مسكها || احلى عراقنا || جات احلى عراقنا || شات احلى عراقنا || دردشة احلى عراقنا || عراقنا1 || شات عراقنا1 || جات عراقنا1 || دردشة عراقنا1 || بنات عراقنا || شات بنات عراقنا || جات بنات عراقنا || دردشة بنات عراقنا || عراقنا || يجمعنا عراقنا || سهرات عراقنا || شات || جات || دردشة || اغاني عراقنا || صور عراقنا || فضيحه عراقنا || زخارف عراقنا || اجمل عراقنا || عراقنا2 || شات عراقنا || جات عراقنا2 || اشتراكات عراقنا || سوابر عراقنا || مقالات عراقنا || سماعراقنا || جات سماعراقنا || دردشة سماعراقنا ||

 

 الفجر الذي مات ,روايات,روايه طويله,روايه الفجر,روايه الموت,

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 82
تاريخ التسجيل : 11/06/2013

الفجر الذي مات ,روايات,روايه طويله,روايه الفجر,روايه الموت, Empty
مُساهمةموضوع: الفجر الذي مات ,روايات,روايه طويله,روايه الفجر,روايه الموت,   الفجر الذي مات ,روايات,روايه طويله,روايه الفجر,روايه الموت, Emptyالجمعة يونيو 14, 2013 11:47 pm



الفجر الذي مات

لم يظهر بروس عندماتناولوا الشاي .. فشعرت هيلاري بالراحة ولكنها مع ذلك كانت متوترة بحيث لم تستطعإعطاء حكم جيد على بسكوت السيدة ستارلت الهش الرقيق وعلى الكايك بالليمون عبس هوودعندما رأى قلة شهيتها وأحست أن لورنا تراقبها مفكرة في أكثر من مناسبة .
أفزعهاأن تعرف أنه سيقام حفل صغير على شرف عودتها إلى ستونكليف لكنها حاولت إظهار حماسمقبول فالواضح أن لورنا خططت له عن طيب نية .
سألت : من سيأتي بالضبط ؟
_ حسناً .. تشارلي بالطبع ..
شخر هوود ساخراًَ وقال يقلدها : تشارلي بالطبع .. إنكمية الطعام التي يأكلها هذا الشاب هنا تجعلني أتساءل عما إذا كان عنده بيت يأويإليه ؟
نظر إلى لورنا بمحبة وهو يتحدث ممازحاً ولكنها ابتسمت ابتسامة المجبر علىإظهار السرور وكأن ما قاله أبوها نكتة تقال دائماً ؟
ارتدت إلى هيلاري : عداتشارلي دعوت عائلة ميدوينتر تذكرينهما أليس كذلك ؟
ميدوينتر أتقصدين جون وآغنيسيا الله خلتهما في أفريقيا يساعدان بلداً ناشئاً في الوقوف على قدميه .
ضحك هوودبصوت مرتفع :هكذا كانا حتى أصبحت تلك البلاد لا تروق لآغنيس فعادا إلى الوطن .
أضافت لورنا بعفوية : لقد اشتريا منزل هورلي القديم يعمل جون في ليدز في منزلوالد أغنيس .
علقت هيلاري : بكلمات أخرى عودة إلى الضوء .
قالت لورنا بشيء منالحدة ما هذا بغلطة جون فما دامت أغنيس ممسكة بزمام الأمور المالية فستبقى قادرةعلى فرض الشروط التي تريدها وتعرفين هذا .
هزت هيلاري كتفيها : بالضبط لهذايدهشني أن تدعيهما الليلة لم تكن أغنيس الشخص المفضل لديك كما أذكر ولم تكن هكذابالنسبة لي بالتأكيد .
نظرت إلى أبيها بحنان : لكن دادي يحبها ويستمتع بمغازلتهاأليس كذلك يا حبيبي ؟
ابتسم هوود بهدوء : أغنيس امرأة جذابة تجيد لعب مثل هذهالألاعيب لكن هذا أبعد ما التزم به أما جون فهو ليس رجلاً سيئاً ولم يكن قط لكننيسأحترمه أكثر لو وقف بوجه أغنيس ووالدها بعض الأحيان .
ضحكت لورنا : لا تقل ذلكأمام هيلاري كانت تشعر بشيء تجاه جون ولعلها ما زالت دون أن تدري يجب أن نراقبهماعن كثب هذه الأمسية .
التوى ثغر هيلاري وهي تفكر بجون الذي كان لفترة ما مثالاًأعلى لتلميذة بشعره الأشقر وبقسمات وجهه النسرية الرومانسية لكن زواجه من المتعجرفةالمتسلطة أغنيس شفاها بسرعة من مرض الحب ثم أكمل سفرهما إلى الخارج المهمة . قالتبخفة : فلنقل إنه لمن المثير للاهتمام رؤيته مجدداً .
وفيما كانت تتكلم ارتفعبصرها إلى ما وراء لورنا فرأت بروس واقفاً بالباب لم تعرف منذ متى وهو واقف هناكولكنها علمت أنه سمع آخر ما تحدثت به وعرف على من تنطبق تسارع الدم إلى وجه هيلاريوهو ينظر إليها أرادت أن تقف لتقول له إن لا شأن له بما تقوله وأرادت أن تصرخ بهذابأعلى صوتها لو لزم الأمر كما رغبت أن توضح له للمرة الأخيرة أن هذه العلاقة اندثرتوماتت بسبب قسوته أرادت أن تصيح هذه غلطتك وأرادت أن توجه إصبعها إليه متهمة كل ماكان في نفسي من حب و عطاء خنقته بيديك وبدل أن أشعر بالدفء بت أشعر بالمبالاة وأنتالسبب بروس .
لكنها التقطت فنجان الشاي وطلبت من لورنا بهدوء أن تصب له المزيد .
ألقت نظرة أخرى فرأت أنه ابتعد بصمت كما جاء وكانت لورنا تقول : كان والداتشارلي مدعوان لكنهما اتفقا مسبقاً على تناول العشاء مع أصدقائهما ولكنني واثقة أنالسيدة ايزيربلود ستقيم إحدى حفلاتها الشهيرة على شرفك وأننت هنا هيلاري .
_ يبدو لي هذا مخيف .
ضحكت لورنا : حقا لا أدري كيف سأعيش معها خريجة معهد الطهوالعالمي ورئيسة الجمعية النسائية وصاحبة الفوز بكؤوس تقدير في تنظيم الزهور إنهالائحة لا نهاية لها .
ضحكت متأثرة : يريد مني تشارلي أن أناديها أمي لكنني لاأستطيع أن أناديها أمي فهي مهيبة بحيث أعجز عن ذلك أتتصورينها تقوم بفعل بشريكإنجاب الأطفال ؟ أعتقد أنها طلبت تشارلي و ميريام بواسطة كاتلوج بريدي .
قالتهيلاري ببطء : مهيبة ربما لكنها ستكون أفضل بكثير لو ساعدتك في التخطيط للعرس .. بدلاً مني .
سارعت لورنا إلى العبوس عنيفاً : لا أريد من هو لي من عائلتي لا منعائلته والحمد لله لأن ميريام في أميركا ولولا ذلك لاضطرت إلى تحملها وهي تسيرورائي في الممر إلى المذبح وكأنها حصان عربة .
صدها صوت هوود :لورنا هذا غيرعادل ميريام فتاة طيبة وليست أكبر منك أو من هيلاري .
قالت لورنا متمردة : لاشأن للحجم بهذا .
قاطعتها هيلاري بسرعة : إلى أي حد وصلت خطط العرس ؟ أو ليس منالأفضل أن تقيمه في عيد الفصح ؟ سيمهلنا ذلك مدة كافية ويكون الطقس أخف وطأة .
هزت لورنا كتفيها : أصبح الزواج في عيد الفصح أمراً عادياً فظيعاً ليتها تثلجفأنا أحب الثلج وكم أود لو أرتدي ثوباً مخملياً .
قالت هيلاري : هذا أحد الأشياءالتي يجب أن نفكر بها لا بد أنك طلبت من السيدة انغلوز أن تصنعه لك هل انتقيتالقماش هل بدأت القياس لأن …….
أخذت لورنا تدير خاتم خطوبتها الزفيري والألماسفي إصبعها بقلق : في الواقع لا أريد منها أن تخيطه لي هيلاري بل أفضل ذاك المحلسيكبتون فمنه أستطيع شراء الفستان .
_ لكن السيدة انغلوز تخيط فساتين كل العرائسفي المنطقة أولم تجرحي كرامتها ؟
_ أوه لا أظن ذلك لديها دائماً من العمل مايفوق طاقتها لا أظن أنها ستلاحظ تمنعي عن الذهاب إليها .
لم ترد هيلاري التجادلمعها ثم فكرت أن لورنا اختارت الدعوات وأرسلتها .
قالت : لن أدعو عدداً كبيراًمن الناس فلا أريد أن ينقلب عرضاً عاماً وإن قللت العدد من جهتي فهذا يعني أنايزيربلود سيحذون حذوي .
قالت هيلاري بهدوء : فهمت .
أو على الأقل بدأت تفهملقد أرسلت لورنا لها صيحة القلب هذه لأنها تشعر أنها في معركة مع حماتها العتيدةبشأن الترتيبات وتريد من يدعمها ولكن هذا نذير لا يبشر بالخير للمستقبل وأملت أنتتوصل لورنا والتيا ايزيربلود إلى تفاهم معاً وإلا ستكون الحياة صعبة على تشارليالذي يحبهما معاً .
أردفت لورنا : سنقيم حفل الاستقبال هنا لكن ما من مشكلة فيهذا لأنني اتفقت مع مؤسسة تقديم طعام من هاروغات وهم من سيرتب كل شيء ولقد أرسلواإلي قائمة الطعام ولكنني لم أطلع عليها فهل تشرف عليها دادي ؟
نظرت هيلاري إليهابحيرة إنها تتكلم بعفوية وكأنها تحضر لحفلة عادية لا حفلة زفافها حاولت أن تحملكلماتها شيئاً من التشجيع : حسناً سنضع غداً بعض اللوائح ونرى ما يجب أن نفعله فيمابعد .. أعتقد أن دراسة لوائح الطعام تلك هي أول ما قد نقوم به ثم فستانك الذي ما إننختاره حتى يتضح أمامي ما علي ارتداؤه .
_ ستكونين جميلة حتى لو ارتديت كيساً الآن هذه الفكرة لو كانتميريام هنا لارتديتما كيسين ولو ضعت ميريام كيسها فوق رأسها .
صاح هوود : كفى .. الفتاة شقيقة تشارلي على أي حال ويجب أن تحسني الحديث عنها على الأقل من أجله لاوفري علينا سماع الانتقادات التافهة أيها الشابة .
قالت لورنا بخضوع مبالغ : حاضر بابا .
هز لها رأسه بسخط زائف وسأل : هل أخبرت هيلاري شيئاً عن الشقة؟
_ أوه … لا … لم أخبرها .
سألت هيلاري : أي شقة ؟ هل يعني هذا أنك وجدتمكاناً تعيش فيه ؟
_ أوه لا شأن لي بهذا لكن أجل لدينا مكان خاص بنا ثمة بناءإسطبلات غير مستخدم في مؤخرة منزل المزرعة كان السيد ايزيربلود يصلحه للسكن لكن حينقررنا الزواج عرضا علينا أن نعيش فيه وكان عرضاً لم نستطع رفضه .
_ هذا رائع ! ألست سعيدة ؟
ردت لورنا بعدم حماس : بالتأكيد فذلك يعني أنني لن أضطر إلى العيشفي منزل المزرعة وهذا هو البديل الوحيد .. سيكون البناء جميلاً بالتأكيد ولن نبخلعليه بشيء أنا و تشارلي محظوظان حتى الآن ستقومين بتبريجي في اليوم الكبير ..ألمتبريجيني هيلاري ؟ هل تستخدمين مستحضرات آمبر إنها جميلة أعشق العطر كلما ذهبت إلىسكولفيو أطلب من الفتاة أن ترشني من زجاجة التجربة . ضحكت : يوماً ستضطروني وسأضطرلشراء زجاجة .
_ لا داعي لكل هذا .. لدي زجاجة إضافية خذيها إن شئت
أرادتطرح المزيد من الأسئلة عن الشقة لكن بدا من الواضح أن لورنا تريد إقفال الموضوع .
بعدما ارتشفوا الشاي صعدت هيلاري إلى غرفتها تتذرع بالتعب ولكنها متعبة حقاًومن اللطف أن تخلع نعليها وتستلقي فوق السرير لكن عقلها كان يفكر بلا كلل بحيث لميسمح لها بالاسترخاء .
كانت قلقة من أمور لاحظتها على لورنا .. الواضح أن هناكخطباً ما وجل ما تأمله أن يكون هذا بسبب القلق التي تشعر به كل عروس .
غفت وإنبتقطع حتى حل موعد حمامها والاستعداد للعشاء .. كانت قد تعمدت حمل أقل قدر ممكن منالثياب لتبرز للجميع ولنفسها بأنها لا تنوي البقاء كثيراً لكنها جلبت معها فستاناًحريرياً بلون التوباز المتعدد الألوان طويل الأكمام ياقته مثلثة مشطت شعرها علىطوله فتدلى حريرياً براقاً على كتفيها وأضافت قرطاً من حجر عين النمر إلى أذنيهاوخاتماً مماثلاً في الإصبع الثالثة من يدها اليمنى .
عندما ألقت نظرة انتقاديةعلى صورتها في المرآة شعرت بالرضى عن مظهرها ورأت أن الفتاة الكهرمانية الأمبر قدعادت مرة أخرى وأن هذه واجهة جيدة للاختباء خلفها .
لن يتعرف أحد من المدعوين فيالأسفل إلى تلميذة المدرسة الخجولة التي عرفها معظمهم .. سحبت بضعة أنفاس عميقةطويلة تقوم بها عادة قبل الخروج إلى الكاميرا والمشاهدين ثم خرجت من غرفتها وتوجهتإلى غرفة الاستقبال .
الغرفة مضاءة بالمصابيح ومن الموقد الواسعة ترتفع ألسنةالنار وقفت هيلاري بالباب لحظة تنظر إلى ما حولها فتعرفت إلى جون ميدونتر ما زالأشقراً جذاباً كما كان دائماً من الجهة الأخرى بدا تشارلي ايزيربلود الواقف معه كماكان دائماً ملاك الأراضي الثري المزارع الذي لا ذرة رقة في جسده أملس ممتلئ الجسم .
احتلت أغنيس ميدونتر الأريكة حيث راحت تتحدث إلى هوود بإعجاب كبير بدت أنيقةبفخامة ونحيلة رقيقة كتمثال عرض الملابس هو مظهر مخادع كلياً فأغنيس آخر من قدينكسر .
رفع هوود نظره بعفوية ظاهرة : آه .. هيلاري عزيزتي … ادخلي … ادخلي … تعرفين الجميع هنا …
أغنيس أتذكرين ابن زوجتي ؟
_ آه أجل بالتأكيد إنهامشهورة كثيراً الآن .
بدا كلامها مشبعاً بالازدراء لكنها تقدمت مبتسمة ففي عالمأغنيس الشهرة تعني الظهور في صور المجلات في حفلات راقصة أوفي حفلات أعياد ميلاد ..
قاطعها جون : إنها أكثر من هذا … لماذا لم تحذرينا مسبقاً هيلاري أنك ستصبحينبمثل هذا الجمال .
ضحكت هيلاري التي أصبحت معتادة على مثل هذا التعليق بدون أنتعتز به أو تحرج .
_ ربما لم أكن أعرف … أو الأصح أنني أردت أن أفاجئكم جميعاًمرحباً جون .. تشارلي .. ما أروع رؤيتكما من جديد !
قال تشارلي بصراحة : إنه لمنالرائع حقاً أن نراك … وبما أنني صهرك فهل يحق لي بعناق . اتجه إليها يعانقها .
قال بروس : ماذا أجلب لك من شراب .
لم تكن حتى الآن قد ألقت نظرة أقل إحساسبوجوده لكنها عرفت أنه هناك منذ وقفت بالباب .. كانت حتى في صغرها قادرة على التقاطذبذبات وجوده ربما هذا ما هو عليه الأمر حينما يكره المرء شخصاً آخر .. ربما قوةالكره تجعل المرء شديد الحساسية لوجود من يكره .. أو لغيابه .
طلبت عصيراً بصوتعادي غير مرتعش فذهب وعاد به .. تناولت الكأس من قاعدته لتتجنب ملامسته فرأت فمهيلتوي وكأنه عرف ما في نفسها .
مع أن الحفلة كلها فكرة لورنا إلا أنها وصلتمتأخرة واعتذرت مبتسمة بثقة وكأن من المعتاد من ابنة هذا البيت أن تكون آخرالواصلين بدت صورة تلفت النظر بفستانها الكرزي ولكنها كانت تضع زينة كثيرة وهذا مالاحظته عين هيلاري الخبيرة .
كان العشاء ممتازاً بطريقة عادية … حساء تبعه سمكمع صلصة بيضاء ثم لحم عجل طري مع بطاطا ذهبية .
لكن لم يعط أحد العشاء حقه غيرهوود و أغنيس فتشارلي كان مشغولاً بمحادثة لورنا التي كان اهتمامها يتنقل بلا توقفمن واحد إلى آخر حول مائدة العشاء جون الجالس قرب هيلاري تحدث إليها بمواضيع عديدةولم تدر لماذا تشعر أن جون الحقيقي متوار مختبئاً في مكان آخر ربما في مكان سري مننفسه حيث لا مجال للوصول إليه .
لم يقدر شيء مما قالته أو فعلته أغنيس خلالالعشاء أو قبل هذا في غرفة الاستقبال على تخفيف العداء الذي طالما أثارته في نفسهيلاري لكن هيلاري لا تعرف بالضبط السبب لمشاعرها هذه في مستهل حياتها كعارضة التقتمن هم أسوء وألأم و أخبث وأثرى من أغنيس والحقيقة أنها كانت تتحملهن لكن أغنيس كانتقادرة دوماً على إثارة أعصابها .
عندما عادت النسوة الثلاث إلى غرفة الاستقبالبانتظار القهوة قالت أغنيس تسأل لورنا : هل قررتما أين ستقضيان شهر العسل ؟
هزتلورنا رأسها كتفيها : لقد ناقشنا المسألة .. ولم نتخذ قراراً ثابتاً .
ضحكتأغنيس ضحكة خافتة ضحكة لطالما كرهتها هيلاري .
_ حسناً الفراش فراش أينما كنتماحبيبتي إلى أي حال يبالغ الناس في تقدير شهر العسل أعرف أن شهر عسلي لم يكن جيداًفعندما ذهبنا إلى كاساو في شهر العسل تسمم جون من الطعام فكان أن ذهبت أستمتعبالتزلج على الماء .
قالت هيلاري بجفاء : كان ذلك ممتعاً بلا شك .
تطلعت عيناأغنيس الزرقاوان الشاحبتان إليها : ألم يكن هناك جدوى من أن نكون كلانا بائساً .
وارتدت إلى لورنا : تأكدي حبيبتي من اختيار مكان تتمكنين فيه من تسلية نفسكحتى لو كان العريس منحرف المزاج .
قالت هذا مبتسمة ولكن بسلاطة لسان ذات مغزىوكأنها تشير إلى أن تشارلي قد يخيب أمل عروسه الشابة انتظرت هيلاري من لورنا أن تهبللدفاع عنه .
لكنها لزمت الصمت وظهرت بقعتان حمراوان على خديها وزمت عيناهاسخطاً وقفت هيلاري واتجهت إلى خزانة مرتفعة تحتوي على التسجيلات : هل لنا أن نسمعبعض الموسيقى ؟
ارتدت أغنيس تسند رأسها : إذا كنت راغبة بذلك .
_ هل من طلبمحدد .
ردت لورنا : أحب موسيقى مندلسون ضعي لنا كهف فينغال هيلاري
_ لاأجدها فلنستمع إلى ريفال .
شغلت الموسيقى وسرعان ما صدحت الألحان الحنونةالمشبوبة في أرجاء الغرفة . كانت غلطة فحالما سمعت الألحان المثيرة تعرقت يداهاوغارت أسنانها داخل شفتها السفلى لم تفكر حين اختارت التسجيل أرادت التخفيف من الجوالمشحون لكنها لم تنجح في غير نقل التوتر إلى نفسها .
كان شريط التسجيل شريطهاوهو أحد الأشياء الكثيرة التي تركتها ورائها حين هربت من ستونكليف كان هدية عيدميلادها السابع عشر من بروس ما زالت تتذكر دهشتها وسعادتها لأنها تلقت هدية منه معأنها هدية شبه واجبة في عيد الميلاد أو في ذكرى مولدها وكانت المرة الأولى التييختار فيها شيئاً يعرف أنها تريده هكذا وفي خضم سعادتها كبتت عدائها الغريزي وشكرتهوهو أمر تمكنت من فعله بشيء من الارتباك والتلعثم .
كانت سنة غريبة مثيرةللاضطراب فيها كان مزاجها سيئاً يتقلب من تطرف عاطفي إلى آخر .. وكانت على استعدادللبكاء بمقدار ما هي على استعداد للضحك .
كان هوود متفهماً وقد عزا فرط حساسيتهاإلى الحزن الذي مازال في نفسها بعد وفاة أمها لكنها الآن تعرف أن الأمر لم يكن بتلكالبساطة .
وقتذاك أشعلت هدية بروس شيئاً عميقاً في داخلها .. شيئاً جديداً فتياًوجل ما عرفته أن إحساسها به كان يتزايد بألم فغالباً ما وجدت أنها ترهف السمع لسماعصوت سيارته وهي تدخل إلى طريق المنزل الداخلية …وما أكثر ما كانت تراقبه خلسة فيالأمسيات حين يتحدث إلى هوود … وعندما كان يغيب في رحلة عمل كانت تحس بالضياعوالخوف … وكأنها مرمية على طوف في بحر عاطفي .
حين اصطحب معه صديقته إلى المنزلعانت كثيراً وغدت لا تشارك لورنا بانتقاد نسائه الساخر .
خلال هذا العذاب كانتتسمع إلى التسجيل الذي أهداها إياه حتى حفظت حتى عن ظهر قلب كل نغم وكل رنة وكلإيقاع عندما كانت تصغي إلى لحن انبلاج الفجر كانت تحس وكأن الموسيقى تحتوي على كلما تحس به وكأنها تشير إلى انبلاج فجر ما داخلها شيء رائع بل أروع من أن تفكر فيه .
الآن جلست تصغي وأظافرها تنغرز في راحتي يديها ورأسها يضج بدوار.
قال هوودبمرح عند الباب وهو يدفع نفسه للداخل : كالأيام الخوالي .
تورد وجه هيلاري حامارأت بروس يسير وراء والده … وتقدم يقول : انبلاج الفجر في المساء ؟ لا أظن هذا .
ودنا من الجهاز يطفئه فترك بذلك صمتاً مؤلماً خلفه .. جعلها صوت عميق تدرك أنالجميع قادرون على سماع دقات قلبها البطيئة الغير منضبطة .
ثم جاءت السيدةستارلت بالقهوة وفي هذا الوقت بدأت أغنيس بالتكلم بتشدق عن خطط والدها لتوسيعأعماله ومرت اللحظة الحرجة بأمان وصدحت الموسيقى مجدداً ولكنها في هذه المرة لمترجع أحد لذكريات الماضي .
قالت لورنا فجأة : لو أرجعنا السجادة إلى الوراءلاستطعنا الرقص … فهل نرقص ؟
لم تشعر هيلاري بالرغبة بالرقص وكم ودت لو اعتذرتوانسحبت إلى غرفتها لتبقى هناك بهدوء حتى الصباح.. ولكن لو اعتذرت وانسحبت لانقطعتعرى الحفلة ولخاب أمل هوود هذا إن لم تقل شيئاً عن لورنا .
ما إن خلت مساحةكافية حتى عقد تشارلي ذراعه بتملك حول لورنا …
ضحكت لها أغنيس مجدداً : ما أروعأن يحب الإنسان !
ونظرت بتحد إلى بروس : حسناً حبيبي .. هل تذكر كيف كانت الأموريوماً .
أدهشتها وقاحة تصرف أغنيس فسارعت تنظر إلى جون لترى ردة فعله .. ولكنهعلى ما يبدو غير ملاحظ أن زوجته تتعلق بعنق رجل آخر فشعرت مرة أخرى أن عواطف جونبعيدة كل البعد عن زوجته هل نسي ؟لعله غير مهتم بماضي زوجته وبالأخص بعلاقتها معبروس .
نادت لورنا : جون … هيلاري لا ترقص .
توردت هيلاري حرجاً وانزعاجاًلأن جون دنا منها معتذراً فقالت : لا بأس جون كان يوماً مرهقاً لذا أفضل الجلوسبهدوء مع هوود .
أبعدت لورنا نفسها عن تشارلي المعارض وتقدمت إليهما : أوه لاتفسدي علينا مرحنا حبيبتي أنت تعرفين أنك تريدين مشاركته الرقص .
وارتدت إليه : كانت مغرمة بك بقوة يوماً .
امتقع وجه هيلاري بشكل مؤلم ولكنها قالت بهدوء : أنالا أريد أن أرقص شكراً وأنا واثقة أن جون لا يريد سماع تفاصيل مملة عن أوهام أيامالدراسة .
تشدقت لورنا : ؟أوه لا أدري قد يجدها تفاصيل ساحرة لقد نسي الإحساسالذي يشعر به المرء عندما تعتبره كل امرأة رجل حياتها .
قال جون بقلق : إذا كانهذا ما تقولينه لورنا .. هل أجلب لك القهوة هيلاري ؟
رفضت بهدوء وجلست قرب هوودبعد صمت قال هوود بصوت هامس : لا أعرف ما يدور في خلد لورنا أحياناً إنها بحاجة إلىمن يشد لها أذنيها … لكن تشارلي شاب مستقيم وطيب .. وإن كان هناك من يقدر على لجمهافهو القادر على ذلك …
_ أجل ………..
لكنها تمنت لو تكون مقتنعة ولو قليلاً .
توقفت الموسيقى و تغيرت الأسطوانة .. لتعلن لورنا : يجب أن نغير الشركاءتشارلي ارقص مع أغنيس وأنت هيلاري يجب أن ترقصي هذه المرة .. أقمنا الحفلة احتفاءًبك لا يمكنك الجلوس هكذا .
ابتسمت أغنيس : ولم لا قد تستمع بالتجربة الجديدة علىأي حال لا أحد يرغب أن يبقى دائماً مركزاً للاهتمام .
وقفت هيلاري على مضض وهيتفكر بقبول دعوة جون لكن لم يكن جون من تقدم إليها ليأخذ يدها ويجرها إلى الرقص بلكان بروس .. تشنجت للحظات غير قادرة على السيطرة على نفسها .. ثم أدركت أن هووديراقبها مبتسماً .. فأجبرت نفسها على الاسترخاء .
قال بصوت منخفض ساخر : هكذاأفضل … وكيف تستمتعين بالعجل المسمن ؟
ردت من بين أسنانها : هو طبق لا أحبه .
_ لسوء الحظ .. لكنك تجيدين التمثيل . أنت تفعلين هذا يومياً أمام الكاميراوبإمكانك التمثيل الآن إكراماً لهوود .
_ أ،ا أمثل دور اللطيفة بروس … ألم تعرفذلك ؟
نظر إليها وشفتاه مضمومتان بشدة .. وعيناه كقطعة جليد .. قال : لقد علقوالدي أن اليوم شبيه بجو الأيام الخوالي
.. لكنه مخطىء فلا مجال للعودة إلىالخطى القديمة في هذا البيت .. وقعت أمور كثيرة غير مسموح بها فلا تفكري فيالمحاولة ؟
رفعت ذقنها بتحد : لا تقلقن .. حقاً ! أنت تعرف سبب وجودي هنا .. وماإن يتم العرس حتى أذهب اطمئن بالاً فلن أبقى هنا لحظة واحدة أخرى مهما فعل هوودلإقناعي بالعكس .
قال متجهماً : يسرني ما أسمع ولكن لدي كلمة أخرى هي بمثابةتحذير .. كنت مغرمة بجون وأنت تلميذة ولكنه اليوم رجل متزوج و أغنيس امرأة لاتتساهل في ممتلكاتها بسهولة .. مهما كانت قيمة هذه الممتلكات صغيرة بالنسبة إليها .
ردت بحدة : شكراً للتحذير … وهل تعتبرك أغنيس من ضمن ممتلكاتها … بسبب الأيام الخوالي ؟
أجاب بلطف : لا أظن أن ذلك شأن من شأنك .
ردت ساخراً : بكلمات أخرى المقاييس مزدوجة حية وبصحة جيدة وتعيش في ستونكليف .. وهذا جيد لك بروسأنت قانون بحد ذاته و أغنيس أيضاً .. وعلى هذا الأساس على الأقل متناسبان .
اسود وجه بروس غضباً ولكنه لم يرد انتهت الموسيقى فتحررت من بين ذراعيه وذهبت بحثاً عن قرصين من الأسبرين .
كان الطقس بارداً في الطابق العلوي فمكثت هناك فترة حتى تفعل الأقراص فعلها .. عرفت أن عليها أن تعود و إلا أرسل هوود من يبحث عنها .. كادت تبلغ منتصف منبسط الدرج حيث يستدير الدرج العريض حين سمعت لورنا يأتي من تحتها مباشرة : أوه حبيبي … حبيبي لا أستطيع الانتظار أكثر من هذا !
توقفت هيلاري التي أدركت أن خطواتها غير مسموعة بسبب السجادة السميكة .
إنه موقف محرج تزج به نفسها لذا سارعت للعودة للأعلى لكنها كانت تحس بالراحة فلورنا تحب حباً عميقاً وستتزوج تشارلي … وتعرف هيلاري سبب إصرارها على السرعة فهي لا تريد الترتيبات الصغيرة والمراسم والتقاليد التي تقيد كل شيء .
دخلت إلى غرفتها وأقفلت الباب ورائها ثم نظرت إلى صورتها في المرآة .. فرأت ما رآه الجميع فتاة الأمبر البهية الطلة
الواثقة من نفسها الفتاة التي يقبع العالم عند قدميها .
راقبت هذه الصورة قليلاً ثم أخذت الصورة بالتواري حتى لم يبقى سوى هيلاري … الوحيدة التعسة الخائفة ..

_ لا خيار أمامها

استيقظت وهي تشعر أنها تختنق وكأن شخصاً وضعيده على فمها يكتم أنفاسها كانت الغرفة مظلمة فحدقت للحظات إلى الظلام بارتياح ثمحاولت تكييف نفسها .. ففهمت ما حصل .
كانت متعبة حين آوت إلى الفراش فنسيت إطفاءالسخان الكبير أو فتح النافذة قليلاً والنتيجة أن الغرفة أصبحت كالفرن .
دفعتعنها الأغطية متنهدة وتوجهت حافية القدمين على السجادة فعالجت أمر السخان أولاً ثمفتحت الستائر السميكة لتصل إلى قفل النافذة .. إن الغرف المفتقرة إلى الهواء تولدفي نفسها خوفاً مرضياً .
كان قفل النافذة قاسياً فكافحت لتفتحه فجأة أحست بحركةفي الحديقة تحتها .. فحدقت إلى الأسفل فرأت طيفاً طويلاً يسير ببطء وبريق نارالسيجار أمامه .
لم يكن هناك ما يدفعه للنظر لفوق أو ما يدعوه للظن بأن هناك منيشهد سهره مع ذلك ارتدت إلى الوراء خلف الستائر خافقاً قلبها خفقان شديداً .. فلقدصدمتها رؤيته مع أن عليها عدم الشعور بالصدمة فالسير لمسافات طويلة في الظلام وهويعمل على حل مشكلة إما عملية وإما شخصية أمر لطالما عهدته من بروس … في الواقع بسببهذا .
جمدت هيلاري في داخلها تحاول أن تقفل الباب الذي في رأسها لتحجب الذكرياتالتي تدفقت لكنها تبدو الآن أقوى منها أمامها أمور كثيرة تتعامل معها .. هذا المنزل .. والموسيقى .. والآن بروس ذاته يذرع الحديقة كما فعل منذ سنتين
عادت إلىالفراش مرتعشة فاستلقت تنظر إلى الظلال في الغرفة … ثمة فروقات بالتأكيد كان يومذاكيوماً صيفياً و كانت لورنا في الفراش بالغرفة المجاورة .
منذ عادتا من المدرسة ولورنا تسبب المتاعب .. فخلال الفصل الدراسي كانت تسيء التصرف مما أدى إلى مواجهاتمع عدد كبير من موظفي المدرسة وأساتذتها وبسبب سلوكها عادت يوماً وهي تطالب بأنيرسلوها إلى مكان آخر و أقسمت ألا تعود إلى المدرسة في أيلول المقبل . كانت المدرسةجيدة وذات صيت جيد فقال لها هوود أن عليها البقاء فيها ثم أضاف بلهجة جليدية أنهيتوقع تقارير أفضل من سابقتها في نهاية الفصل القادم .
لكن لورنا صاحت أمامهيلاري حين أصبحتا بمفردهما : لن أعود … أكره المكان ! لقد سئمت ارتداء ذلك الزيالغبي سئمت أن يعاملوني كطفلة و أن يجروني إلى النوم في التاسعة والنصف ..
حاولت هيلاري أن تهدئ من روعها : لم يضرنا ذلك بشيء حقاً .
لكن لورنا رفض أنتهدأ : ربما عندما كنا صغاراً .. لكنني لست صغيرة .. أنا امرأة الآن .
كان هذاادعاء دفاعي كررته أكثر من مرة في الأسابيع التالية .. حتى أصبحت هيلاري تخاف منه .. في البداية لم تربط تزايد تمرد لورنا بأسرة هورلي .. كانت لورنا التقت لوريسهورلي في ناد تنس محلي كانت تنتمي إليه مع هيلاري أثناء العطلات ومع أن لورنا كانتأصغر من لوريس إلا أنها كانت موهوبة في اللعب والواضح أنها اغترت عندما طلبت منهاالفتاة الدخول معها في بطولة الأندية كشريك ثنائي .
لم تكن أسرة هورلي قد انتقلتإلى المنطقة منذ وقت طويل .. فالأب صناعي ثري والأم مصممة أزياء تقضي معظم وقتها فيلندن وبسبب وضعهما أصبح منزلهما بيد روي و لوريس اللذين كانا يديرانه كما يحلو لهماكان منزلاً كبيراً أثاثه ضخم وهو يقع في بقعة جميلة فيه ملعب تنس ومسبح سباحة يمكنتسخين ماءها ولكن هيلاري وجدته جواراً مغماً للنفس ولعل السبب شعورها بمدى تأثيرهماالسيئ في لورنا .
لكنها لم تجد طريقة لمنع لورنا من الذهاب إلى هناك كانت تذهبكل يوم للتمرن مع لوريس على التنس في ذلك الوقت وكتمت أمر وساوسها ولم تذكرها حتىلهوود ….
وبقيت مترددة حتى بعدما سمعت بعض الإشاعات عن أن الأخوين هورلي يقيمانحفلات صاخبة .. وماذا في هذا .. فكلاهما بلغا السن القانونية وكلاهما كبيران بحيثيحق لهما فعل ما يريدان كان محظوراً على لورنا الذهاب لحفلاتهما لأن هوود رفض أنتذهب لمنزل يغيب عنه الأبوان وطالما احتجت لورنا على هذا ولكن هوود كان مصمماًوحازماً .
أو على الأقل هذا ما كانت هيلاري تعتقده حتى أيقظها في أحد اللياليصوت وذهبت إلى غرفة لورنا لتجدها في الثالثة صباحاً في ملابسها وفي تلك اللحظةلاحظت أنها ليست بتوازنها .
_ لورنا .. أيتها الحمقاء ماذا يجري الآن ؟
ردتوعيناها غاضبتان عنيدتان : أوه لا تخترعي أغنية وترقصين عليها بما أني أبقى في ذلكالسجن ثلاث أرباع العام يحق لي أن أستمتع بما تبقى من العام .
سألتها بمرارة : أهذه هي فكرتك عن المتعة ؟ التسلل للخارج والجميع نيام وخيانة ثقة أبيك فيك والعودةعلى هذه الحال .
ردت وبعنف : وماذا في هذا لم أصب بضرر فاصمتي إذن يا آنسة طهارةوتزمت .
_ شكراً لك . وارتدت لتذهب طارت لورنا في الغرفة تمسك ذراعها .
_ هيلاري ! آسفة .. لم أعن ما قلت .. أجل كنت أسهر ولم يحصل شيء أنا بخير حقاً و هوودلم يعترض يوماً على خروج إحدانا ..
_ في الناسبات وفي أعياد الميلاد وفي أيامالآحاد . إنما ليس حتى هذه الساعة المتأخرة .. أبداً .. أنت تحت السنة القانونيةلورنا لم تبلغي السادسة عشر بعد فماذا كنت تفعلين هناك ؟
_ ليس ما تظنين هيلاري .. لن تخبري أبي .. لن تكوني شريرة إلى هذا الحد ! أردت بعض التسلية فقط وأنا أحبلوريس و إن كنت لا تحبينها لن أذهب ثانية أعدك بذلك شرط أن لا تخبري والدك .
لانت هيلاري وهي تنظر إلى وجه لورنا الأحمر وإلى عينيها المشعتين .. عرفت أنعليها إخبار هوود لكنها عرفت كم سيتكدر وترددت لأنها تعرض علاقتها بلورنا للخطر كماأن لورنا وعدتها …
تنهدت : حسن جداً .. لن أقول شيئاً لدادي ولتكن المرة الأخيرة التيتقومين فيها بهذا لورنا الأخوان هورلي فاسدان وتدور حولهما شائعات وسخة .. إن عرفدادي أنك متورطة معهما سيهدم السقف على رؤوسنا .. ومن الأفضل أن تطلبي من لوريسإيجاد شريك جديد للتنس ..
دلت ابتسامة لورنا البشعة على أنها أكبر بكثير منعمرها : لا مشكلة ..ولا أظن لوريس مهتمة بالتنس على أي حال.
المشكلة أن منزلهورلي لا يبعد عن ستونكليف إلا عرض حديقتيهما المشتركتي الحدود .. لذا سهل علىلورنا التسلل خارج المنزل والذهاب إلى هناك بدون أن يراها أحد .. لكن مع أن لورناوعدت بعدم الذهاب لكن هيلاري تعتقد أن مثل هذا القرار يحتاج إلى تأكيد .
فياليوم التالي سارت هيلاري إلى المنزل أما لورنا فمكثت بالسرير مدعية أنها تلقت كميةكافية من أشعة الشمس في اليوم السابق والحقيقة أنها كانت تعاني من التعب من جراءالسهر في الليلة السابقة .
شقت هيلاري طريقها حول جانب المنزل حيث المسبح الذيكانت لوريس وروي يتمددان قربه .. ومدت لوريس يدها ووضعت المنشفة على نفسها مبتسمةابتسامة مصطنعة .
_ مرحباً ! إلام ندين بشرف هذه الزيارة ؟
قالت هيلاري بجرأةمتجاهلة إشارة روي لتجلس : ما هي زيارة اجتماعية .. جئت أخبرك بأنني أعرف أن لورناتحضر حفلاتكما و أنكما تشجعانها على أشياء يعرف الله ما هي وأقول لكي الآن إن هذايجب أن يتوقف و إلا بلغت زوج أمي وعندئذ ستجدان نفسيكما في مشاكل لا تحلمان بها .
ابتسم روي وجرت عيناه على هيلاري بتقويم وقح : لا تخافي أيتها النمرة .. استرجعيها فهي لا تروق لمعظم الأذواق .. والآن هل تعرضين أن تحلي محلها ….
قاطعته ببرود لا … شكراً لك .
_ لا يا الأسف !
تبادل الشقيقان النظراتوتبادلا ضحكة اقشعر لها جسد هيلاري لكنها قالت بصوت أجش : شيء واحد آخر أرجو ألاتحاولا الاتصال بها بأية طريقة أو أن تقوما على تشجيعها على المجيء إلى هنا تحت أيادعاء
قالت لوريس ساخرة : تخدعين نفسك حبيبتي إذا لم يكن حملك الوديع بحاجةللتشجيع بل الفكرة فكرتها نحن لا نقيم حفلات للأطفال والآن هل تستطيعين إيجاد طريقكإلى الخارج .
وارتدت مبتعدة .
وهي في منتصف الطريق المعشوشب الثاني بينالمنزلين أحست بدافع للنظر للوراء فرأت أن روي لحق بها ووقف عند بوابة حديقتهميراقبها ترددت قليلاً فلوح لها بيده ثم وضعها على فمه ليرسل إليها قبلة ساخرة .. فارتدت مبتعدة ببطء لأنها كانت تقاوم اندفاعاً يجعلها تريد الركض …
وعندما فتحتباب حديقتهم وخطت إلى دغلة الأشجار الشائكة وقعت يد على كتفها فصرخت لكن الراحةجعلتها تقول بضعف : أوه بروس أنت أجفلتني .
رد بصوت متجهم : هذا ما أراه .. أينكنت ؟
هزت كتفيها : أتمشى . _ وحدك ؟ . ردت طبعاً .
_ لا تكذبي علي هيلاري .. لقد رأيت وداع مرافقك من نافذتي التي تطل على الحقل .
همت بإنكار صلتها بروي حتىانتبهت أن بروس سيسألها عن سبب قيامها بزيارة ذلك المنزل الأمر الذي سيورط لورناوهذا آخر ما تريده .
كانت عيناه كالعاصفة وهو ينظر إليها : لم أعرف أن هورلي منطرازك .
حاولت إبقاء كلامها مرحاً : في مكان مثل ستونكليف لا مجال لخيارات كثيرة .

التوى فمه بازدراء واضح : أعتقد هذا .. لكنني بدأت أعتقد أثق بعقلكورجاحته هيلاري وأنا أسف لأني أخطأت .
ارتد مبتعداً عنها فودت بيأس أن تقول لهالحقيقة ولكن في ظل هذه الظروف أصبح هذا مستحيلاً .
مرت الأسابيع الثلاثةالتالية بهدوء وتغير الطقس وحل الشتاء فادعت لورنا أنها ضجرة وأن الحياة فيستونكليف أسوأ من الحياة في المدرسة الداخلية .
لكن بدا أن لورنا عند وعدها .. وعندما عرفت هيلاري من الشائعات أن الأخوين هورلي رحلا إلى لندن لزيارة أمهما شعرتبالراحة .
كانت عودة الصيف نذير خير ولم يعكر مزاج هيلاري شيء حتى سافر هوود إلىأمريكا في رحلة عمل .
تقلبت هيلاري في فراشها : ما أشد ما كانت غبية .
بدأالكابوس بهدوء كان يوماً حاراً رطباً واعداً بالرعد وكانت لورنا فاترة الهمة تشتكيصداعاً لذا لم تدهش هيلاري حين قالت بعد العشاء أنها ستنام باكراً .
جلست هيلاريتستمع لموسيقاها المفضلة كانت غارقة بسماعها فلم تسمع صوت السيارة بل لم تدرك أنهالم تعد بمفردها حتى رفعت بصرها ووجدت بروس ينظر إليها لم تتوقع عودته قبل اليومالتالي ترجلت عن الأريكة صائحة صيحة صغيرة .
_ أوه لقد عدت لماذا لم تخبرنا لوعلمنا لحضرنا لك العشاء … لكن
رفع يده متعباً : لا بأس لست جائعاً ستحمل السيدةستارلت القهوة وبعض السندويشات للمكتبة .
استجمعت ابتسامة صغيرة : أوه إن كانهذا ما تريد .
يكفي هذا .. سأتركك الآن تستريحين … أين لورنا ؟
أحست فجأةبجفاف فمها فبللت شفتيها بلسانها : أرادت النوم باكراً .. لا داعي لتأكل بمفردك فيالمكتبة بروس بإمكانك أن تأكل هنا .
التوى فمه قليلاً : لم أظن أن رفقتي أمرمرحب به هكذا .
ردت بصوت هامس والرعدة تسري بجسدها : أنت من يتجنبني دوماً .
_ هذا تصرف شاذ مني هل أطلب من السيدة ستارلت إحضار الطعام لهنا ؟
_ ولم لا؟
نظر إليها بروس نظرة طويلة غامضة ثم تقدم من الباب وخرج .
استندت هيلاريإلى وسائد الأريكة من جديد وأغمضت عينيها ولكنها شعرت بقلبها يخفق بشكل غريب لقدسبق أن كانت بمفردها مع بروس فهما يعيشان في المنزل نفسه هما جزء مت عائلة واحدة … ولكنها عرفت أن هذه المرة مختلفة .. ففي هذه المرة كان الخيار متعمداً من كليهما .
ابتلعت ريقها وأحست باندفاع الدم المجنون في شرايينها ثم وقفت لتتجه إلى الهايفاي لتختار أسطوانة موسيقى .
عمت الموسيقى في أرجاء الغرفة فعكست التشوش العاطفيداخلها … ثم راحت تعد طاولة صغيرة قربتها من الأريكة ثم جلست تنتظر ويداها مطويتانفي حضنها وقلبها يخفق بألم .
حين عاد بروس حاملاً صينية رأته في سروال رمادي وكنزة صوفية بدل تلك البذلة القاتمة التي كان يرتديها .
ارتفع حاجبيه حين شاهدالطاولة … وعلق : منظر منزلي .
تورد وجه هيلاري التي قالت بصوت منخفض : أنت تسخرمني .
وضع الصينية من يده : هذا غير مسموح ؟ حسناً .. ربما بسبب العلاقاتالقديمة هذا صحيح … قهوة ؟
هزت رأسها رفضاً … كانت ترتجف في أعماقها لذا ظنتأنها لن تستطيع حمل الفنجان بدون أن ينسكب منه السائل . لو كانت في أي وقت آخر لماهمها الأمر أما هذا المساء فبدا أن لكل شيء أهمية بالغة .
قال بنفاذ صبر : يجبأن تتناولي شيئاً … أنت تخسرين من وزنك .
مد يده يرفع ذقنها وراح يتفرس في وجههاوكأنه لم يره من قبل : ما الأمر ؟
_ لاشيء .. أنا .. لم أكن أنام جيداً هذا كلشيء وأعتقد أن السبب هو الطقس الحار.
_ أو الضغط العصبي قلقة بشأن المدرسة ؟بشأن المستقبل أم ماذا ؟
ابتلعت ريقها : لا … لا شيء . رد : فهمت .
صمت لحظاتثم ترك ذقنها وارتد يسكب القهوة في فنجانه ويمد يده لأحد السندويشات .
_ على أيحال … لماذا لا تسرين لي بشيء ؟ فلم أشجعك قط على هذا .
_ لا .
_ اكننيأستطيع أن أشجعك على الأكل … دجاج أم لحم ؟
تناولت سندويشاً أجبرت نفسها علىأكله شعرت أنه يراقبها بعينين رماديتين باردتين مترقبتين .
حين أنهى طعامه أعادفنجان قهوته وطبقه إلى الصينية ومال إلى الخلف مغمضاً عينيه وتحركت هيلاري لتعيدالصينية للمطبخ لكن يده أمسكت معصمها : اتركيها .. اجلسي واستريحي قليلاً .. تبدينوكأنك عالقة بين أسلاك شائكة .
عادت إلى الوسائد وراحت تعض على شفتها متوترة .. ففقد بدأت أطراف أصابعها تصرخ رعباً بسبب وجوده .
قالت وهي تحاول الحديث : أتظنأن العاصفة على وشك أن تهب ؟ إنها تهدد بهذا طوال اليوم … والهواء ثقيل .
قالبكسل : وهل تخافين من العاصفة ؟
وأخذت إصبعه تتحرك مداعبة معصمها من الداخل : ألهذا أنت متوترة ؟
جعلت المداعبة العفوية نبضاتها تتسارع بجنون … في الماضي لميكن الجسدي بينهما … لذا لم يكن هناك سبيل لمعرفة ما إذا كان هذا تأثير لمستهالرقيقة لا …
قال برقة : أراك ترتجفين هيلاري … هل السبب قلقك من العاصفة .. أمالسبب هو هذا ؟
مال إليها يعانقها عناقاً خاطفاً فشهقت شهقة كانت أشبه بدعوةخرساء له فسحب نفساً حاداً وشدها إليه .
فجأة قست عينيه وسلب عناقه منها كلالوعي والتعقل .
لم تعد تشعر إلا ببروس وبيديه الممسكتان بها كان تجاوبها معهكاملاً .. إنه أمر تاقت إليه منذ أشهر طويلة دون أن تعرف هذا … أو تترف به .
كانعناقه عميقاً .. كانت كمن يسبح في مياه عميقة مليئة بالتيارات المجهولة …..
كرهته دائماً ولم تثق به قط مع ذلك فها هو يحرك أحاسيسها كلها لم تكد تستطيعالتنفس أما عينيها فاتسعتا وبرقتا ببهجة … كانت تعي وهي في خضم تلاطم مشاعرها صوتالموسيقى انبلاج الفجر وهبوط الفرح .. في كل انبلاج للنهار … بين ذراعي بروس .
ثم … سمعت صوتاً آخر كان أشبه بماء بمياه باردة تسقط على رأسها … سمعت وقعأقدام السيدة ستارلت وهي تتقدم في الممر ثم تلا ذلك قرع الباب .
انكسرت العلاقةالسحرية الحساسة التي كانت تربطهما وابتعد بروس لاعناً متمتماً . ممرراً أصابعه فيشعره الأشعث .
قال بصوت متوحش : اجلسي جيداً ولملمي شتات مشاعرك .
وأطاعتههيلاري .. لكن السيدة ستارلت قرعت الباب مرة أخرى بنفاذ صبر أخيراً نادى بروس ادخل .
كان واقفاً قرب الباب الزجاجي ينظر للحديقة يرجع الستار بيده … دخلت السيدةستارلت على عجل ثم توقفت : لم أعرف أن الآنسة هيلاري هنا … سيدي ؟
أحست هيلاريبتورد شديد بسبب الاستهجان الذي بدا في صوت المرأة .. رغم وجودها بطرف و بروس فيطرف آخر …
قال بروس ببرود : هل هذا مهم ؟
_ المسألة أن هناك مكالمة هاتفيةلها سيدي أظن أنكما لم تسمعا رنين الهاتف بسبب الموسيقى لما صعدت لغرفتها ولم أجدهااضطررت لإبلاغ المتصل أنها خرجت لتتمشى .
سألت هيلاري : من كان التكلم سيدةستارلت ؟
_ إنه السيد روي هورلي آنسة هيلاري … طلب مني أن أقول لك أن الدعوةمازالت قائمة لهذه الليلة .
جمعت السيدة ستارلت الصينية وغادرت , فسأل بروسمتجهماً : منذ متى تقبلين الدعوات من الأخوين هورلي ؟
_ أنا لا أقبلها .. ولاأدري ماذا يعني لا شك أنها مزحة سخيفة .
_لكنها واضحة لي .. من الواضح أن لديكموعداً معه الليلة .. يبدو أني أخرتك بكل أنانية عنه , أعتذر .
وقفت هيلاري : لكن هذا غير صحيح ! لست خارجة معه .. إنه لا يعجبني حتى .
_ بدا أنك على وفاقتام معه منذ أسابيع .. ومع ذلك تنكرين أية علاقة معه .. لماذا هيلاري ؟ هل السببمعرفتك أن هوود لن يوافق ؟
منذ لحظات كان معلمها الوحيد… لكنهما الآن بعيدينأميالاً أخرى … و ها قد عاد العداء القديم وعدم ثقة الواحد منهما بالآخر .
قالتغاضبة : لا بالتأكيد لن يوافق ولا أظنه يوافق على تصرفك معي قبل قليل … ولا أظنهيوافق على تصرفك معي قبل قليل .
رد ساخراً : إن هذا صحيح ! لقد جاءت السيدةستارلت بالوقت المناسب هل من عادتك التصرف بهذا النحو ؟ إذا كان الأمر هكذا أنصحكأن تكوني أكثر حذراً خاصة مع هورلي والزمرة التي حوله .
رفعت ذقنها بتحد : شكراًللتحذير لكنه غير ضروري … لأنني قادرة على الاعتناء بنفسي .
ثم ارتدت تاركةالغرفة .
ظنت في البداية أن صوت الرعد هو الذي أيقظها .. فاستلقت في الظلاممسمرة تصغي إلى المطر وهو يقرع بشدة على نافذتها .. لقد انفجرت العاصفة ويبدوا أنهاتمطر بَرداً .. كان نقر البرد على الزجاج كنقر الحصى .. وكأن شخصاً ما يرمي حفنة منالحصى الناعم .
دفعت عنها الأغطية وهبت من السرير فتحت النافذة تنظر إلى الخارجفشهقت بسبب اندفاع الهواء البارد الرطب البارد إليها … ومض البرق ..فظنت أنها رأتوجهاً بيضاوياً شاحباً يتطلع إليها بتوسل إليها .. وقبل انفجار الرعد سمعته يهمسهيلاري .
إنه صوت لورنا .. لكنها نظرت إلى فراشها في وقت سابق فرأتها فيه ..
ردت بصوت هامس : إني قادمة !
خرجت من غرفتها بدون خف أو روب ونزلت الدرجمتوجهة إلى الباب الخارجي التي لاحظت أنه غير موصد بالرتاج .. حين فتحته رأت لورنامتكورة في الشرفة المسقوفة في الخارج وحولها معطف واق من المطر لكن كان وجههامبللاً وقدماها حافتين موحلتين .
شهقت هيلاري : لورنا … ستصابين بالتهاب رئوي !
و أدخلت الفتاة المرتجفة إلى المنزل وهزتها …
_ أين كنت بحق الله ؟
نظرتإليها لورنا نظرة تثير الشفقة :
_ أوه هيلاري !
لا بأس عليك .. تعالي إلى فوقفوراً وتخلصي من هذه الملابس المبتلة … أين حذاؤك ؟
_ لقد رميته … خلعته لأستطيع الركض بشكل أسرع .. سمعت شخصاً يلحقبي فذعرت ورميته و .. كان حذائي الجديد العالي الكعب …و ..
قالت بلطف : لا بأسعليك حبي … لا بأس .. لا تتكلمي الآن فلنصعد لفوق وندفئك .
وفيما كانت تجر لورناإلى فوق وجدت نفسها تتساءل ما الذي جعل لورنا تهرب حافية القدمين في العاصفة … أحستبيديها تتجمعان في قبضتين وهي تفكر في الأخوين هورلي .
حمدت الله لأن هوود ليسموجود بالمنزل فغرفته أقرب غرفة إليهما و لا شك أنه كان سيسمع الصوت .. فقد أجهشتلورنا بالبكاء بصوت عال .
وضعتها هيلاري في غرفتها ونزعت عنها ثيابها ثم وضعتعليها غلالة النوم و فتحت حنفية الماء الساخن في مغطس الحمام المشترك وعبأت زجاجةماء حارة عندما حملتها إلى غرفتها أطلقت شهقة بسبب الشكل الذي لا يحرك ساكناًالملقى على فراش لورنا ..
قالت لورنا : استخدمت الوسائد الإضافية … عرفت أنكستبحثين عني إن وجدت الفراش فارغاً .
أرجعت هيلاري الغطاء إلى الخلف ورمتالوسائد إلى الأرض : ذكية كم مرة لعبت هذه اللعبة القذرة ؟
_ إنها المرة الأولى … أعرف أنك لن تصدقيني … لكن …
_ ولماذا أصدقك ؟ لقد وعدتني ثم حنثت بوعدك .
وضعت زجاجة الماء الساخن في الفراش وأعادت الأغطية .
قالت لورنا بقلق : لمأقصد هذا .. كنت .. ضجرة .. عندما صعدت السيدة ستارلت لتقرع الباب عليك وقالت أنروي يتصل بك قررت الذهاب إلى هناك .. ولكنني لن أعيد هذا مرة أخرى .. ما جرى هناكفظيع لم تكن الزمرة العادية بل حضر أناس كبار .. لم يعجبوني .. قالوا أننا سنلعببعض الألعاب .. وسألت أي نوع .. لأنهم بدوا لي كبار في السن فعلاًَ فضحكوا وقالواأنها ألعاب لحفلة … وإنني سأستمتع بها .
وضعت يدها على فمها وأغمضت عينيها : حينأدركت ماذا كانوا سيفعلون .. وماذا يريدون أن أفعل .. ذعرت وهربت .. فلحق بي رويوأخذ يقول لي أشياء رهيبة . لقد إنني متزمتة سخيفة هادمة اللذات وأن علي أن أؤديالغرامة لأنني لم أكن مدعوة .
صمتت وراحت تنظر إلى هيلاري وعيناها متسعتان .
لقد هربت .
أحست هيلاري بالغثيان لكنها ابتسمت بمرح وتشجيع وقالت بصوت هادئ : أحسنت صنعاً .. لقد انتهى الأمر الآن ولن تري أي منهما بعد الآن .
أدخلتها إلىالمغطس الساخن حيث جعلتها تسترخي وبعد ذلك ساعدتها على تجفيف نفسها وكأنها طفلةصغيرة وألبستها بيجامتها .. بدت لورنا صغيرة بوجهها المتورد المتورد الممتلئ ذعراً .
قالت هيلاري : حاولي أن تستريحي حبيبتي يكاد الفجر يبزغ سأترك باب غرفتيمفتوحاً .. ناديني إذا احتجت لشيء .
أمسكت يد لورنا بيدي هيلاري بذعر : أريدشيئاً أريد حذائي … أرجوك هيلاري .. يجب أن تذهبي لتجلبي الحذاء .
_ سأجلبه ……… سأجلبه غداً .
_ لا الآن أرجوك اذهبي الآن إن تركته حتى الغد فقد يجده أحد سواك .. وقد يحمله إلينا فيعرف بروس الذي سيسارع لإخبار دادي .. أرجوك هيلاري .. أرجوك .. أحضريه لي .
أبعدت هيلاري نفسها بلطف .. لقد مرت العاصفة وانقطع المطر لكنالتفكير في الذهاب إلى الخارج للبحث عن حذاء ضائع لم يرق لها البتة ..
قالت علىمضض : حسن حبي … سأذهب الآن.
عادت إلى غرفتها وارتدت الفستان الذي كانت ترتديهفي وقت سابق وانتعلت صندلاً له أربطة حول ساقيها .. بعد ذلك وجدت مشعلاً وارتدتمعطف لورنا الواقي من المطر حول كتفيها قبل أن تنزل إلى الأسفل .
في هذه المرةوجدت الباب الجانبي مقفلاً والمزلاج عليه فعرفت أنها لم تقفله لأنها كانت مشغولةبلورنا فتحته بحذر ثم تركته مفتوحاً ستبحث بسرعة عن الحذاء وإن لم تجده ستبحث عنهبالصباح .
لكنها وجدت الحذاء دون صعوبة تذكر فعادت إلى المنزل بهدوء وأقفلتالباب مجدداً ووضعت المعطف و الحذاءين في غرفة الملابس في الأسفل وتوجهت إلى الدرجحتى أحست بيد تهبط على كتفها .. وصوت بروس يقول : أهلاً بعودتك .
كان غاضباًغضباً شديداً ولكنها رأت مع الغضب عاملاً آخر لم تستطع أن تحلله بسهولة أقلقها هذافحاولت التراجع .. لكن قبضته اشتدت عليها حتى تأوهت ألماً .
كان يرتدي روب حماموشعره مبلل و كأنه كان يستحم .
قال ببطء : تعجبت حين وجدت الباب الجانبي مفتوحاًغير مقفل بالمزلاج لكنني ظننت أن السيدة ستارلت نسيت إقفاله .. كان علي أن أعرف بعدتلك المخابرة .. هل استمتعت بالحفلة .. هيلاري ؟ تقول الإشاعات إنها حفلات صاخبة … لكن على أي حال لم أعتقد أنك حتى أنت ستهبطين إلى مثل هذا الدرك .
أردف بصوتلاسع : أتحاولين التفكير في قصة مقنعة إنسي الأمر هيلاري .. أقدر على رؤية بوابةالحقل من غرفتي .. ألا تذكرين ؟ رأيت مشعلك يدور فوق الأرض لماذا لم تبقي الليل كله .. أم لعل عشيقك ضجر منك بسرعة ؟
قالت : ليس لي عشيق .
التوى فمه : لا ؟ أمرعجيب فلا أظنك تفتقرين الرغبة .. أيضاً حبيبتي ؟ أنت لا تحبينني ومع ذلك تجاوبت معيبشغف .. أتعرفين ما الذي منعني عنك .. عدا السيدة ستارلت ؟ ظننتك طاهرة بريئة لاتعرفين ما الذي تفعلينه .. ولم أرغب بإفساد براءتك .
ضحك بوحشية : يا إلهي ماأغباني ! لم أستطع النوم الليلة .. فخرجت أتمشى فكل ما كنت أراه هو وجهك كنت كرجليتضور جوعاً يراقب مائدة عامرة من بعيد ولكنك كنت طوال الوقت مع ذلك النكرة الذيجعلته يحولك إلى وجبة سائغة له .
كان يمسكها بكلتي يديه فظنت أن عظام كتفيهاستنكسر لكنها لم تترك نفسها تصرخ .
قالت : أستطيع الاعتناء بنفسي .
لان صوتهولكن أبقى فيه رنة جعلت دمها يبرد .
أنا واثق من هذا هيلاري .. لذا فلنبدأ منجديد يا حلوتي هيلاري ذات العينين البريئتين الناعستين ؟ إنما في هذه المرة لن أزعجنفسي بالتفكير ببراءتك .. دعيني أرى أي خداع مازال مختبئاً فيك .
تأوهت برعب صرف .. قالت باحتجاج :
بروس … لا ليس الأمر كما تظن حقاً .
ضحك بسخرية : لاالأمر لم يكن قط كما أظن .. لذا لا داعي للتفكير … حبيبتي .
رفعها بين ذراعيهليحملها إلى غرفته رافساً الباب ليقفله خلفهما كانت تقاوم كال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://iq-gz.forumarabia.com
 
الفجر الذي مات ,روايات,روايه طويله,روايه الفجر,روايه الموت,
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» روايه الحمقاء والعملاق,روايات,روايه طويله,
» روايه اخاف من لمساتك ,روايات ,روايه طويله ,
» الموت لا يفرق بين صغير وكبير,قصه واقعيه,قصه قصيره,قصه عن الموت,

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دردشة عراق كايز . منتديات عراق كايز :: منتدى عراق كايز لنثر والروايات-
انتقل الى: